التوتر يحاصرني . يقترب مني و يطوقني .. يسيطر على تصرفاتي ... يحفز الشر الذي في داخلي .. ربما هذه فطرة بشرية .. ان نكون اشرار.. متوحشين .. انانيين عندما نشعر بالخطر ..انا لا اشعر بالخطر ولكن جسدي يتعامل مع توتري على انه خطر
متوترة كالذي يسكن في بيت لا يملك مفاتيحه .. لا يستطيع قفل و فتح شبابيك و لا يُسمح له ان يتحكم باثاثه
يسكن فيه دون ان يعرف ان كان اساسه متين ام لا .. لا يعلم ان كان سيقاوم رياح الشتاء و ان كان سقفه سيتحمل هطول الثلوج و تكدسها فوقه
كالذي يعيش في منزل مع احد غير موجود ... عدم امتلاك مفاتيحه يصيبك بالجنون ... فانت لا تملك ان تعيش به حر طالما احتمالية ان يداهمك احدهم تسيطرة عليك .. حتى لو كانت هذه المداهمة ودية ... تبقى مداهمة عليك ان تستعد لها ..و هذا الاستعداد التام يلغي اي شعور بالاسترخاء
توتري يشبه هذه الاحاسيس ..
هناك زحام كبير في راسي ... يشبه زحام الطرق في فترات الصباح .. فوضى كبيرة من الافكار ... افكار تراوغ ... افكار تمشي ببطئ متناغم ... افكار تخاطر بنفسها و تعبر الشارع عند الاشارة الحمراء ... افكار اخرى تنام و هي واقفة ... افكار تتدافع و اخرى تتشاجر ... افكار بريئة تمشي حاملة حقيبة مدرسية ... افكار شريرة تضطهد تلك البريئة .
و افكار ماكرة تستغل سذاجة و غفيان افكار اخرى ..
توتري هو حكاية ينتصر فيها الشر .. فهي ليست حكاية كلاسيكية تجعل اطفالنا ينامون مخدوعين بمثالية وهمية .. توتري هو حكاية نعيشها كل يوم ... و ينتصر فيها شرنا لانه الوحيد الذي يؤمِن لنا قوت يوم جديد و يذكرنا باننا اقوياء
كانت شراسة هذا اليوم اقوى من غيره ... تعمدت ان اعاقب احدهم على فعلة ندم عليها و اعترف بذالك قبل ان افكر بمعاقبته .. لكنني كنت كالسجان ..
يجلد المسجون حتى يغمى عليه .. جلدته مرة بيدي اليسرى و عندما تاكدت من عمق الجلدة ... جندت يدي اليمنى كي تجلد جلدة اقوى و اعمق ..
كنت انتقم لكل النساء .. من مجتمع سمح للرجل ان يفعل ما يحلو له دون عقاب ... و كان العقاب ماكر .. فكان عقابه على يد رجل مثله .. جعلته يُجلد من مناصريه ... كنت انظر بابتسامة متوترة .. ربما لان الشر لم يكن هو الوحيد الموجود في تلك اللحظة
ساندي بيل المتوترة
07-10-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق