رحلة القطار روتينية لانني لم اكن اهتم
قررت ان اهتم و اتمعن بما يدور في داخل القطار و في خارجه
يبدو كل شئ عادي .. اناس يستقلون القطار و آخرون يغادرونه و منهم من يغفو قليلا و منهم من هو مندمج مع كتابه لدرجة ان عينيه لا ترمشان...
وقع نظري على رجل و امرأة في العشرينات ... يبدو انهم في مرحلة التعارف.. هو يحاول ان يجذب انتباهها و يتصرف كما ينبغي كي ينال اعجابها ...
يكلمها و الابتسامة لا تفارقه .. و يهتم لحديثها و يستمع لها بطريقة متصنعة بعض الشئ .. يبدو واضحا أنه يبالغ بالاهتمام ...و اعتقد انها قد لاحظت ذالك
لكنها ظلت مستمرة بالحديث و كأنها فرصتها الاخيرة للحديث حين وجدت من يهتم بما تقول
لاحظت هي نظراتي .. فأدرت وجهي لدقائق و من ثم عادت نظراتي تتسلل نحوهما ... وجدتها تبتسم وهو يحدثها برقة
لملمو اغراضهم ووقفت هي ... فانتظرها تخرج امامه و سار خلفها الى باب القطار .. سيره خلفها كان مقصود فهكذا يفعل الرجل عندما يكون مع امأة تخصه
كان ينظر اليها باعجاب و كانت هي تتظاهر بعدم الاهتمام ... لكنني اكاد اكون متاكدة بانها تحبه ... فقد انزعجت من نظراتي لهما
كانت تلتفت و تنظر لي نظرة تقول فيها : هذا الرجل ملكي انا .. ان لم تبعدي ناظرك عنه سأقوم باقتلاعهما ...
ابتسمت لها بطريقة مطمئنة ... و اظنها فهمت انني لا افكر بمنافستها ... فبانت علامات الاسترخاء على وجهها
و لم تمر ثواني .. حتى عاد التوتر الى ملامحها .. فقد بدأ الشاب الذي يرافقها باختلاس النظر الى سيدة جذابة جدا تقف بجانبه...
يبدو انها ستغادر القطار في المحطة التالية
لا اظنه كان يتقصد اغضابها .. لكنه لم يستطع غض نظره عن السيدة .. رغم انها تكبره بـ 10 سنوات او اكثر ..
انزعجت رفيقته جدا و لكنها لم تشعره بذلك ... اظنها تتظاهر بعدم الاكتراث لانها لا تريده ان يرى غيرتها فيعرف أنها تحبه
توقف القطار .. فامسك يدها بسرعة و غادرا القطار .. تابعتهم عيناي .. حتى تلاشى ظلهما من المكان.. لم تكن هي راضية .. ولم يلاحظ هو ذالك
سالت نفسي .. هل يا ترى سيلاحظ عدم رضاها ؟؟
لا لأظنه سيلاحظ... و ستظل هي تنتظر اعتذاره عن تصرف لا يتذكره...
27/3/2011
ساندي بيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق