الاثنين، 22 أكتوبر 2012

عندما يغفوا العقل




مـن الخـطـر ان تتحـكـم بنـا رغبـاتـنا .. و هـي تـفعـل ذالـك  بـالخفـاء 
لا نـعتـرف لاحـد بـذالـك.. حـتى لانفـسنا 
عاتبتـني رغبـاتـي و طـلبـت منـي ان احـدثـها ...تجـاهـلتـها كبـدايـة .. لـكـن الـحاحـها ازعـجنـي 
 :فـدار بينـنا الحـوار التـالـي

 هـي :انـا لا اطـيـق الظـلام الـذي اعيـش فيـه .. اخـرجيني الـى نـورك و اعـترفـي بـي 

انـا: الـظـلام كـان دومـا مسكـنك
هـي:لا اريـد مغـادرتـه  .. سيبـقى مسـكنـي .. اريـد  نـزهـة قصـيرة فـي مـكـان مـضـيء

انـا : لـم تـجـربـي الـنور يـومـا كي تـشتـاقـي الـيه 

هـي: و هـل جـربتـي انـتـي كـل شـي تـتمـنيه ؟؟ انـا اتمـناه لانـي لـم اجـربه 

انـا : لـن يعجبـك النـور فـاجمـل حـالاتنـا تـكـون  فـي عـتمـة  الظـلام 

 هـي :لا انـكـر لـذت الظـلام..  لكننـي سـامتـه 

.. انـا : صـدقينـي لـذته
 تكمـن فـي عتـمـته...  لـو خـرج الـى الـعلـن .. فـقد لذتـه .. هـو لـذيـذ لانـه ممـنوع 

هـي : هـل تـقصـديـن باننـي كـاللـصـوص .. لا اسـتطيـع العـمل الا في الظـلام 

انـا : انتـي كـذالك فعـلاً

هـي غـاضبـة : لا انـا حـق و لسـت لـص.. انـا مـوجـودة فـي كـل مكـان و مـع كـل انسـان ..   انـا  اجـمل حالاتـكــم 

انـا : قـد تكـونــي الاجـمل .. لكـن لسـتي الافضـل 

هـي : ستـطـلقينـي الـى نـورك الان

انا مستنـكـرة : هـل تطلـبين منـي اخـراجـك الـى الـعـلن ؟؟

هـي متـرجيـة : اتـمنـى ولـو لـمـرة واحـدة 

انـا: سـافتـح لـك البـاب لكـن ستعـودين لـمسكنكـي بسـرعة ... اتعـدينـي بـذالك ؟؟

هي متـلـهـفة : نعـم نعـم اعـدك 

فتـحـت لـها البـاب ... خـرجـت مـن ظـلمتهـا و هـي كـالطفـل الجـائـع الـذي يـاكـل اي شـي كـي يشبـع ... صـارت  تـاخـذ مـن كـل مكـان قطـمة .. 

كانـت فـرحـة بهـذه الحـريـة و كـانـت تنـظـر لكـل مكـان بسـطحيـة ... مـن دون اي محـاولـة للـتمعـن .. فـهـي تتلـهـف للـوصـول الـى مكـان جـديـد 

كانـت تـركـض دون تـوقـف و تضـرب كـل مـا حـولـهـا مـن قـوانيـن و لـوائـح .. تـدوس عـلى المـعتـاد عـليـه 
  
..تصرفاتها كانـت غيـر مسـؤلـة و غـير مكـترثـة  .. صـرخـت بهـا و طـلبـت منـها ان تـعود الـى ظـلامـها  
فـقـالـت 

هـي : لـن اعـود 

انـا: انـتـي وعـدتنـي 

هـي: لا اكـتـرث  وعلـيك انتـي ايـضا بـعدم الاكـتراث 

انـا مـنزعجـة : هـل تـطـلبين منـي ان اقبـل بهـذه الـفوضى 

هـي: قـبولـك او رفضـك لا يعـنيـني 

انـا و بـصرامـة : تـمردك هـذا لا يـخيـفني فـانـا سيـدتتك و سـابقى 

هـي : انـا سيـدت نـفسـي وسيدتـك  انتي 

انـا: لا يتحـول العبـد سيـد .. انتـي عبـدتتي 

هـي: لـو كنـت كـذالـك مـا ركضـتي ورائـي تحـاوليـن تصـحيـح اخطــائي  .. الســيد لا يركـض خلـف عبده 

انــا و بغضــب :  ســاقتــلك 

هــي: لن تستطيـــعي فانـا هي انتـي 

انا : مـــاذا ؟؟




هي : انــا انتــي و انتــي انــا ...تــحاوليـن فصـلي عنك خجــلا مني 

صُــدمت حينــها و اذا بهــا قــد اختفــت ... رحــلت و جعلتــني اتلــفــت ... تــركتنــي و تــركــت مــعي فــوضــاها ... تركــت خلـــفها اثــاث محـــطم و مـــلابس ممـــزقة ... تركتنـــي وحـــدي ... عـــادت الى ظلامــها و تركــتني عــارية في مكــان مفــتوح ... يمـــلئه النـــور الفــاضــح .. لــم يــنظر الــي احــد .. فالكــل كــان يتــابعــها و يــرقص معهــا ... لــم يكــن احــدهم يشــعر بــوجــودي  .. ظلــت الانظـــار تتابعهــا حتــى اختفــت .. و عندمـــا رحــلت تمــام .. رحلــو هــم معهـــا و تركونــي وحــدي فــي هــذا المكــان الممطــر.. يغطــي جســدي الــتراب


لعينـــة الرغبــــات  


ســانــدي بيـــل 
22-10-2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق