السبت، 19 أكتوبر 2013

قبلة




  قبلتي غالية ... نعم قبلتي غالية .. هذا ما تعلمته من مجتمعي  .. علموني بانها  نفيسة 
هي كالاشياء الثمينة .. نضعها في صندوق  مغلق و ندفن مفتاح الصندوق في حدائق منازلنا 

عندما كنا صغار كانت قبلنا رخيصة الثمن ... كنا نُقبل كل من طلب منا تقبيله .. و فورما نبلغ  .. نقف امام باب الكبار بحماس و ترقب  ...لا يُفتح لنا  الباب الا بشروط كثيرة .... من ضمنها ان نضع قُبلنا في سجن صغير يحميها و يحمينا من استخدامها ... نوافق على تلك الشروط بسرعة  دون تركيز ... الاهم ان نكون من الكبار.

ندمت  لانني وافقت على تلك الشروط ..  نظرت للقبلة بحصرة .. كنت اشتاق لها... كان يُسمح  لي بزيارتها في اوقات معينة و تحت رقابة شديدة .. لم يُسمح لي ان اصطحبها معي لاعرفها على من احب..   قال لي احدهم انني املك مفتاح زنزانة تلك الاسيرة ... لم اصدقه و ضننتها دعابة .. الا انني اكتشتفت بعدها ان  كل الكبار يملكون مفاتيح تسمح لهم باطلاق سراح قبلهم 

منهم  اطلق سراحها دون اي يخبر احد .. وغيرهم اخرجها ليمشي معها في العلن ...  اخرون كانو يتركونها سجينة لانهم تعودوا على غيابها ... وهناك مساكين لا يعرفون بوجود المفتاح اصلا

فتشت عن المفتاح كثيرا و لم اجده ... كنت في حيرة .. تخيلته ضاع ...ذهبت لازور قبلتي و اعتذر لها عن اهمالي الذي قد يجعلها اسيرة ابدية ... ذهبت اليها و كلي حزن ... وجدته يقف امام باب الزنزانة .. سالته عن سبب وجوده هنا ... ابتسم و قال لي انا كنت ازور الاسيرة دوما و اعدها باني ساخرجها ... نظرت له و كلي خيبة امل .. فانا لا املك مفاتيح الزنزانة ... ابتسم ثم قال ... لا تقلقي ... عندما نعشق احدهم تتحول ملكية  المفتاح له .. مفتاحك معي يا جميلتي ... هل تسمحين لي بان اطلق سراحها ؟؟  

نظرت له و كلي سعادة  و استسلام ... وافقت دون ان انطق بكلمة ... فتح الزنزانة ... امسك يدها باناقة و اخرجها من سجنها ... دعاها الى رقصة كلاسيكية .. رقصوا امامي بتناغم شديد... تعانقو بقوة ... و عندما انتهت الرقصة ... اعادها لمكانها و اقفل عليها مرة اخرى... لم تكن حزينة ... فهي الان سجينة الحب


ساندي بيل 

19-10-2013







الاثنين، 7 أكتوبر 2013

توتر





التوتر يحاصرني . يقترب مني و يطوقني .. يسيطر على تصرفاتي ... يحفز الشر الذي في داخلي .. ربما هذه فطرة بشرية .. ان نكون اشرار.. متوحشين .. انانيين عندما نشعر بالخطر ..انا لا اشعر بالخطر ولكن جسدي يتعامل مع توتري على انه خطر 

متوترة كالذي يسكن في بيت لا يملك مفاتيحه .. لا يستطيع قفل و فتح شبابيك و لا يُسمح له ان يتحكم باثاثه

يسكن فيه دون ان يعرف ان كان اساسه متين ام لا .. لا يعلم ان كان سيقاوم رياح الشتاء و ان كان سقفه سيتحمل هطول الثلوج و تكدسها فوقه 

كالذي يعيش في منزل مع احد غير موجود ... عدم امتلاك مفاتيحه يصيبك بالجنون ... فانت لا تملك ان تعيش به حر طالما احتمالية ان يداهمك احدهم تسيطرة عليك  .. حتى لو كانت هذه المداهمة ودية ... تبقى مداهمة عليك ان تستعد لها  ..و هذا الاستعداد التام يلغي اي شعور بالاسترخاء

توتري يشبه هذه الاحاسيس ..

 هناك زحام كبير في راسي ... يشبه زحام الطرق في فترات الصباح .. فوضى كبيرة من الافكار ... افكار تراوغ ... افكار تمشي ببطئ متناغم ... افكار تخاطر بنفسها و تعبر الشارع عند الاشارة الحمراء ...  افكار اخرى تنام و هي واقفة ... افكار تتدافع و  اخرى تتشاجر ...  افكار بريئة تمشي حاملة حقيبة مدرسية ... افكار شريرة تضطهد تلك البريئة . 
و افكار ماكرة تستغل سذاجة و غفيان افكار اخرى ..

توتري هو حكاية ينتصر فيها الشر .. فهي ليست حكاية كلاسيكية تجعل اطفالنا ينامون مخدوعين بمثالية وهمية .. توتري هو حكاية نعيشها كل يوم ... و ينتصر فيها شرنا لانه الوحيد الذي يؤمِن لنا قوت يوم جديد و يذكرنا باننا اقوياء 

كانت شراسة هذا اليوم اقوى من غيره ... تعمدت ان اعاقب احدهم على فعلة ندم عليها و اعترف بذالك قبل ان افكر بمعاقبته .. لكنني كنت كالسجان ..
يجلد المسجون حتى يغمى عليه .. جلدته مرة بيدي اليسرى و عندما تاكدت من عمق الجلدة ... جندت يدي اليمنى كي تجلد جلدة اقوى و اعمق .. 

 كنت انتقم لكل النساء .. من مجتمع سمح للرجل ان يفعل ما يحلو له دون عقاب ... و كان العقاب ماكر .. فكان عقابه على يد رجل مثله .. جعلته يُجلد من مناصريه ... كنت انظر بابتسامة متوترة .. ربما لان الشر لم يكن هو الوحيد الموجود في تلك اللحظة 

ساندي بيل المتوترة 

07-10-2013  

الاثنين، 8 يوليو 2013

مستفزة و هذه هوايتي





اشعر ببعض الفراغ ... تخرجت و حصلت على شهادة البكلريوس قبل اسابيع ... و لن ينتهي مشواري الدراسي بعد .. فساكمل 
الماجستير .. و رغم كل هذا تسلل الملل الى يومي ... هو حتى الان ليس بالملل المزعج فهو مصحب ببعض الراحة و الاسترخاء  .. لا يعكر مزاجي شي و لا اشعر بالتوتر و كل هذه الظروف تجعلني استمتع بهوايتي الاجرامية في استفزاز من حولي ... اجد في هذا تحدي و استغراض لقدراتي 

ابدا يومي ياستفزاز غاليتي امي .. فاقوم بكل الافعال التي تجعلها  تحتار في اختيار ردات فعل مناسبة .. و تكون المسكينة حائرة بين توبيخي او الابتسامة .. فانا غبت عنها كثيرا و لا التقي بها الا في اجازاتي الطويلة .. فتشتاق هي لمشاغباتي و تمقطها في نفس الوقت ... 


اقوم بشرب الماء البارد من فم القارورة ... هي تعتبر هذه  عادة سيئة جدا لان الباقين سيشربون من فضلاتي ..  فتصرخ و تقول لي .. اسكبي الماء في كاس و اشربي منه .. انتعش انا لانني تمكنت من تحريكها .. فاقول بطريقة مستفزة جدا .. لا لن افعل .. اشرب الماء كما يحلو لي .. فتكتشف هي خطتي و تتضاهر بالامبالا .. فاتمادى و اشرب  الحليب من كارتونة الحليب بنفس الطريقة المكروهة لها ... لا تستطيع تمالك اعصابها و تهرول الى الثلاجة  لتاخذ الكارتونة مني و تقول لي : الا تعتقدين انكي ابكرتي بفقرة تعكير المزاج اليوم ؟؟ 

فانفجر بوجهها ضاحكة و اقول لها بانني احب بدأ اعمالي باكراً

اعشق استفزاز امي لانها تُستفز بسهولة و لانني اعرف بالضبط مالذي يزعجها ... فاحاديثي عن حرية المراءة و المساوات ما بينها و بين الرجل تستفزها ... لانها تخاف علي من افكار قد لا تكون بمصلحتي مستقبلا .. خصوصا ان قوتي هذه كانت سبب  في فسخ خطبتي ... و هي ترى ان والدي قد اعطاني كم من الحرية يجعلني اتحسس القيود بسرعة و اخاف منها 


احب استفزاز الجميع .... بتصرفات او باحاديث .. انفعالهم و الاستنكار الذي اراه في اعينهم يشعرني بالانتصار

انواع الاستفزاز تختلف من شخص لاخر و من معزة لاخرى .. فهناك استفزاز اسميه بالسلمي ... الذي اقصد فيه فقط اذتجاب انظار من احبهم  محاولة خلق روح من الالفة ... هكذا افعل مع امي و مع  كل من احبهم .. ولاكد لهم مشاعري .. ابتسم  لهم كي يعرفوا انني امزح و بهذا لا يحملو لي اي ضغينة 

و هناك استفزاز شرس .. و اكون قاصدة فيه شر .. و غالبا ما ياتي هذا الاستفزاز كردة فعل على ما بدر مسبقا من هذا الشخص .. و هنا استخدم كل الاسلحة المشروعة و الغير مشروعة كي انتقم بكل حرفة من اعدائي ... و غالبا ما اصيبهم فعلا 
هذه الحالة نادرة الحدوث(الاستفزاز الشرس) .. و غالبا تحدث في اوقات اكون انا فيها سيئة المزاج.. تنتابني حالة تانيب ضمير حادة بعد معركة كهذه .. خصوصا ان استطعت فعلا طرح خصمي في الارض  و تكسير عظامه باستفزازي و طريقة  حواري

 هناك اناس محرمون .. لا استفزهم ابدا .. و هم الذين يقدرون على استفزازي .. هؤلاء لا اقربهم .. لانني اعرف باني لو بدات ساقع في شر اعمالي و لن اجد من ينقذني..  انا و ابي نتشايه بهذه الخصلة .. فلهذا لا نجروء على استفزاز بعضنا لدرايتنا و علمنا بقدراتنا و لخوفنا من ان  ينقلب السحر على الساحر و يتحول الامر من لعبة استفزاز الى شجار حقيقي .. لكن ابي له كل الصلاحيات في استفزازي  .. هكذا هو يعتقد .. و احيانا اتحمل ما يفعل كي لا تشب الحرب بيننا .. 



بكل الاحول ... ستبقى هذه هوايتي .. رغم غرابتها 

ساندي بيل 

08-07-2013

الأحد، 14 أبريل 2013

مشاعر لا تمت




كنت اترقب موتها ...  فهو متوقع ... لكنها لم تمت .. بل  صارت تنمو اكثر 

كلما كبرت اكثر كلما زاد خوفي من ان تكبر فيكون التخلي عنها اصعب 


لا ادري .. هل يجب علي ان ادعو لها  بالعمر المديد .. ام ادعي لها بالموت الذي يصحبه الم و من ثم راحة قد تكون ابدية 

هل يجب علي قتلها ؟؟ 


ساترك نفسي معها ... قد اكون قاتلتها او اكون ضحيتها .. و ساكون الخاسرة بكل حال

ساندي بيل 

14-04-2013 






الجمعة، 12 أبريل 2013

غرفتي




نظرت اليوم لكل ما  كنت اكتبه ... غرفتي كانت دائما  توصف بكتاباتي..  دائما العنها 
واتذمر منها 
لكنني بنفس الوقت  اشعر بمشاعر غريبة نحوها .. احبها بطريقة مختلفة .. احبها لانها تحتويني احيانا و انزعج منها لانها تذكرني دوما  بوحدتي .. تذكرني دوما بانني النفس  الوحيد في هذا المكان الضيق

احبها لانها صادقة معي .. تعكس لي كل تصرفاتي و تظهر لي واقعي ... علمتني هذه الغرفة بان افعل كل شي وحدي و علمتني ان كل افعالي لها نتائج ..  عندما اشرب الشاي و اترك الفنجان في نفس المكان لمدة طويلة .. سيصعب علي غسل الفنجان  .. لان بقاية الشاي تلتسق فيه كالصمغ  و تحتاج مني مجهود اكبر  في التنظيف.. علمتني ان كسلي عادة سيئة

اتذكر قبل عامين .. كانت هناك  مشكلة في  بلاعة حمامي .. فكان الماء  يبقى  عند البلاعة و ينزل ببطئ... لم اكن اكترث و كنت اتجاهل الموضوع .. الى ان تطورت الحالة لدرجة انني في يوم اغرقت الحمام لان الماء لم يعد ينزل من البلاعة ابدا . ..  تبللت الخزانة الصغيرة التي في الحمام و  تبللت اغراضي و اكسسواراتي ... كنت غاضبة جدا.. كنت غاضبة من الشقة و من الحمام و من كل شي .. اضطررت ان اتحمل هذا الحال لمدة يومين لان السباك  لا يعمل  في ايام العطل 

شعرت حينها ان شقتي اللعينة تحاول تربيتي .. تركتني اغرق كي اتعلم السباحة 

و لم تكن هذه المرة الوحيدة التي كانت تادبني فيها ..  في ليلة عادية كباقي الليالي .. سمعت انفاس غريبة قريبة مني.. فتحت عيني و نظرت حولي فلم  ارى اي شي ... لكنني كنت اسمع الانفاس ...قمت من سريري  و بدات اتفقد المكان .. اختفى صوت الانفاس فورما اشعلت نور شقتي .. اقنعت نفسي بانني اتخيل و خلدت الى النوم .. و عندما فتحت عيني صباحا .. فزعت و شعرت و كان روحي تخرج مني .. كانت امامي قطة .. كنت اشاهدها كثيرا بقرب شقتي ...  هنا عرفت بان عادتي السيئة في ترك الشباك مفتوح ستجلب لي المتاعب .. و لم انسى قفل شباكي من حينها 

لهذا مشاعري اتجاه هذه الغرفة ليست بالواضحة ... احبها احيانا و اتمنى حرقها احيانا اخرى ....  حاولت ان اتحداها يوما و لا اكترث لمتطلباتها ... اهملتها و اهملت اثاثها .. اهملت مقتنياتها ..  تركتها في فوضى عارمة ... و عندما كنت انتقم منها ... رن جرس الباب ..  كانت جارتي تريد ان تحدثني .. و سالتني ان كان بامكانها الدخول  ..  لم استطع منعها .. فدخلت  الي شقتي اللعينة .. كنت اراقب عيناها التي كانت تنظر الى صحوني المتكومة ... و اوراقي المبعثرة .. اغمضت عيني كالنعامة و كنت اتمنى لو بامكاني ان اختفي من هذا المكان


فقالت لي غرفتي و هي تبتسم متشفية ... الكسل ليس بصالحك يا طفلتي 

 ساندي بيل الكسولة 

12-04-2013





الخميس، 14 مارس 2013

الفرق بين الحب و الوله



الوله هو ان لا  ترى غيره .. لا يطربك الا صوته.. لا تجد افضل منه حتى لو جلس الافضل بجانبك ..و هي حالة وقتية تزول عند الاشباع 

اما الحب .. فهو المرحلة الثانية.. بعد ان تنتهي حالة الهوس.. الحب هو مشاعر متوازنة.. مشاعر تجعلك ترى عيوبه.. ترى من حولك و تجد الافضل منه.. لكنك تخلص له 

اخاف جدا من رجل لا يعرف سوى الوله.. فيتوقف عنده و يعلن انسحابه 

هنا تموت القصة كما يموت الجنين في بطن امه .. تموت قبل ان تولد 


ساندي بيل

14-03-2013

ملاحظة: تعريف الوله و الحب .. تعريفي الخاص .. و قد يتعارض مع التعريف اللغوي ... لا ادري 


الأربعاء، 13 فبراير 2013

سعيدة سعيدة




سعيدة .. سعيدة .. سعيدة ... 

سعادة اترقبها ... انظر لها ... و اراقب تحركاتها 

سعادة تخيفني .. سعادة توترني .. سعادة تجعلني اتوسلها بان لا ترحل 

سعادتي لا ترحلي ..  و ان قررتي ذالك .. ساقتل... ساذبحك .. و اسلخك  لاعلق راسك على حائطي المتسخ .. وجودك و انتي ميتة .. افضل من غيابك .. فقد يمر عليا شبحك يوما ليسعدني


سعادتي ... ابقي معي ان اردتي الحياة 


ساندي بيل السعيدة 

 14-02-2012