وجدت نفسي اهرب من كل شي لاذهب الى اعز اصدقائي .. لن اقول قلمي لاني لا
استخدمه كثيرا .. لكن ساقول لوحة مفاتيح حاسوبي... مضحك ان استغرق وقت طويل كي اتذكر الاسم العربي للكومبيوتر و الكي بورد
هربت له و في داخلي افكار كثيرة ... رحلت جميعها.. لم يتبقى منها سوى فكرة واحدة .. كيف سيكون شعوري لو نهضت صباحا فاقدة سمعي ؟؟
لن اتمكن من سماع فيروز .. لن استطيع مشاهدة افلام الكارتون ... لن اسمع صوت الجرس ... لن استطيع سماع صوت الهاتف ... لن استطيع التحدث به اصلاً
الغريب في كل هذا ... انني لم افكر بفقدان قدرت التواصل .. لم افكر بان فقدان سمعي سيكون عائق في دراستي .. في عملي .. في مستقبلي .. في زواجي(لو تحققت هذه المعجزة) .. في تربيتي لاطفالي
شعرت حينها بان اولوياتي هي مزاجي و بعدها ياتي كل شي ...
شغلت اغنية لفيروز و سمعت صوتها الذي يطرق بوابة قلبي ليبهج كل شراينيه ... صوتها ينتقل بكل هدوء مع دمي حامل معه رنين عذب ... يعيد لي الحياة فيكون مفعوله اقوى من الاوكسجين نفسه ...
ساموت لو لم يصل الاوكسجين الى بقايا جسدي ... ساموت لو لم اسمع صوتها يوما .
بعدها اعادتني الطفولة الى صديقتي الغالية ... ساندي بيل .. كارتوني المفضل... ابهجني و رسم على شفاهي ابتسامة بريئة ...
اتصلت بوالدتي و اغلقته بسرعة .. فعاودت الاتصال بي .. تحدثنا الى ان شعرت بالاطمئنان
غسلت وجهي ... فرشت اسناني ... ذهبت الى حبيبي ( سريري) كي انام
سمعت تكتكت الساعة ... صوت ذبابة تحاول الخروج من الغرفة .. و من بعدها صوت عزف بيانو الجيران
مضحك جدا ... ايجابيات اليوم هي نفسها سلبيات الغد
ساندي بيل
28-11-2012