الكسل يتوسلني ان اتركه و انا متمسكة به بكل ما فيا من قوة ... الكسل يجلب لي الاستراخاء التام و عدم المبالة الى ابعد الحدود
مشكلته الوحيدة انه يجلب معه الملل و تراني في هذه اللحظات احاول ايجاد اي طريقة لاخرج من كسلي .. لكني لا اذهب الى درسي او الى مهام البيت .. ابدا ابدا .. ابحث عن ما يسعدني
نظرت حولي باحثة عن عمل اقوم به ....دون ان يكون واجب او من مفروضات الحياة
لم اجد ما هو مهم ولم يثير اهتمامي اي شي .. فقد تعودت على هذه الغرفة الصغيرة و على اثاثها المزدحم
بذلت مجهود كي اخرج من سريري الدافئ و ذهبت الى خزانتي الممتلئة بتفاهات البنات باحثة عن اي تفاهة تمنع الملل من التمكن مني
وجدت صبغ اظافر احمر و من ثم زهري ... و اكتشتف بان لكل منهم قصة و ذكرى فزاد شغفي بان ابحث عن بقية الاصباغ ... و صرت اصطادهم و اشعر بنشوة كلما وجدت واحد ..
كان كل واحد منهم يختبئ بمكان مختلف عن الاخر و منهم من كان قديم فاقدا لبريقه .. و كان منهم العنيد الذي لا يفتح .. فطبع اسناني كان على راس فرشاه
جمعتهم كلهم بلهفة و كاني اجمع ذكرياتي و الملمها في دفتر لاقراها بعد ذالك بتمعن
لملمتهم و اخذتهم معي الى سريري و بدات انظر لهم ...الاحمر كان من ضمن هدايا صديقاتي في عيد ميلادي العشرين
الزهري اشتريته انا و امي ... اما البنفسجي فاشتريته يومها لانه يشبه لون فستاني الذي كنت انوي ارتدائه عندما التقي به
الابيض اشتريته و لم استعمله ابدا ... اما الشفاف فكنت استعمله دائما لكي ازيد لمعان اللون الاصلي
اكتشتفت ايضا انني اشتري نفس الالوان بدرجات مختلفة ... البني .. الزهري .. البنفسجي
و اكتشتف انني لا ارميهم ابدا.. بل ادعهم يختفون في فوضى تفاهاتي
و لاول مرة لم تزعجني الذكريات ... رغم ان بعضها كان يصنف بالمؤلم .. شعرت و لاول مرة اني مررت بالكثير و بان ذكرياتي لا زالت تعيش على مقتنياتي ... اكتشتف بانه من الصحي جدا ان انظر الى ذكرياتي و اتمعن بتفاصيلها
رايت في اصباغي حياتي المبعثرة في كل الجهات
و رايت بانني لا اتلون بالوان كثيرة .. هي نفس الالوان مع اختلاف درجاتها ... ربما يجب ان اغامر و ابحث عن لون مختلف .. بعيد عني لربما يكون هو حاضري
و اخيرا جمعت اصباغي و اخذت لهم صورة ...صورة تجمع فيها اعدائي ... احبابي .. حزني و فرحي و اهم شي ذكرياتي
ساندي بيل الملونة
27-09-2012